أهميته
نحن في وقت يبحث فيه الموظفون عن عمل يقدم لهم التطور المهني و يعزز مهاراتهم . وليس فقط يكلفهم بأعمال روتينية ويقدم لهم رواتب شهرية! تدور غالب نقاشات الموظفين عن أسباب عدم استمراريتهم في عملهم الحالي.
وغالبًا ما يكون من ضمن اسبابهم عدم حصولهم على تطور مهني كافي أو تعزيز مهاراتهم وكفاءاتهم.هنا يكمُن دور القائد و المؤسسة ، لأجل امتلاك بيئة عمل ناجحة ومنتجة ومتطورة لابد أن يتم الحرص على توفير تدريب مهني للموظفين. فهو مهم في تحسين القدرة على الأداء، ورفع الكفاءات والإنتاجية ، وتطوير المهارات، و رضاء الموظفين عن بيئة العمل . وزيادة ثقتهم بأنفسهم .
لذا توفير تدريب إضافي يساعد في خلق قوة عاملة سعيدة ومنتجة. والتدريب مهم في جميع مراحل التوظيف ولجميع الموظفين. ويعد أمرًا ضروريًا للبقاء على اطلاع دائم بالتقنيات المتغيرة بسرعة في بيئة العمل. و ضروري أيضًا عند نقل شخص من مهمة إلى أخرى.
على الرغم من إدراك الكثير من أصحاب الشركات لأهمية برامج التدريب للموظفين. إلا أن الكثيرين منهم يتجاهلون هذه المتطلبات لعدة أسباب منها :
- لتحقيق مكسب مادي فوري وبدون مجهود .
- لاعتقادهم بأن الجهد المبذول سيكون أكثر من العائد.
- غالباً ما يكون السبب الرئيسي التكلفة المادية للتدريبات.
ولكن من المهم أن تعلم أن الشركات التي لديها برامج تدريب وتطوير تتمتع بميزة تنافسية تتفوق بها على منافسيها. وأثبتت الدراسات زيادة الإنتاجية، وزيادة الاحتفاظ بالموظفين لدى هذه الشركات مما أدى إلى تكوين قوة عاملة أكثر تفاعلاً، وتعزيز رضا العملاء.
كما أن انظمة هذه الشركات تتعامل مع الملتحقين حديثًا بشكل أفضل حيث تشارك المعرفة بسهولة .نتيجة للبنية التنظيمية للشركة التي تُمكنها من معالجة أي نقاط ضعف داخلية بيسر.
إذا كنت تمتلك شركة محترفة وتسعى لاستقطاب أشخاص ماهرين ذوي كفاءات عالية فإن فرصتك تزيد بمعدل 30 إلى 40%. إذا كنت تمتلك ثقافة تدريب وتطوير موظفين عالية.
أما إذا كنت لا تمتلك هذه الثقافة وتنسبها للموظف كنوع من أنواع التعليم الذاتي. فأنت بذلك تزيد من نسبة ترك موظفيك لمناصبهم بنسبة 70%. وخصوصًا إذا كانوا من جيل الألفية، فإن النسبة حينها سترتفع لتصل إلى 86%. نسب كهذا تبين مدى التأثير الكبير الذي تقوم به عملية تدريب وتطوير الموظفين و الأهمية التي تقدمها لسوق العمل.
تدريب الموظفين يشير إلى عملية التعليم التي يتلقاها الموظف لإتقان مهارات جديدة من أجل مساعدته على تحسين أداءه. في الشيء الذي يتلقى فيه التدريب. و لتدريب الموظفين هدف رئيسي حيث سيكون الموظف على موعد مع تحسن واضح في أدائه الوظيفي ومهاراته.
وقد يشمل التدريب أوالبرامج التدريبية أشكال وأنواع مختلفة فمن اشكاله
البرنامج التدريبي المفيد للشركة والموظفين:
يُعد هذا النوع من البرامج هو الأفضل . لأنه يقوم بتنمية كافة المهارات التي تفيد الشركة وطاقم العمل. فيعمل هذا البرنامج على إنجاز كافة أهداف الشركة بالإضافة لتقوية العلاقة مع العملاء.
البرنامج التدريبي المفيد للموظف فقط:
هو برنامج تدريبي يشترك الموظف فيه من أجل أن ينمي كافة قدراته الشخصية. لكن هذا التدريب لا يخدم العمل بصورة مباشرة، ويعود بالنفع على الموظف فقط دون فائدة الشركة.
البرنامج التدريبي المفيد للشركة وليس للموظف:
وهو برنامج يقدم تدريب تقوم الشركة بفرضه على الموظف دون أن يكون للموظف رغبة في الاشتراك فيه. فمثلاً يكون الهدف من ذلك البرنامج هو استخدام برنامج معين.
أنواع التدريب
وأنواع التدريب تختلف اليك بعض منها:
- تدريب حضوري تحت إشراف مدربين:
وهو يتطلب حضوراً فعلياً مع المدرب أو مجموعة المدربين الذين سيتولون إدارة وتنفيذ عملية التدريب، حيث يكون بإلقاء المدرب المادة العلمية ضمن دورات. قد يتضمن التدريب بعض التطبيق العملي لضمان وصول المعلومة بالشكل الصحيح للحاضرين. ولكن عامةً هذا النوع من التدريب يغلب عليه الطابع النظري.
- تدريب إلكتروني:
تتم فيه إتاحة المادة العلمية للمُتدَّرب عبر الإنترنت. سواء من خلال بث المباشر حيث يلتقي من خلالها المدرب مع المتدربين إلكترونياً، أو من خلال مواد تدريبية مُسجلة.وهذا النوع من التدريب يوفر الوقت والجهد. حيث انه لا يتطلب انتقال المتدرب من مكانه إلى موقع التدريب.
-
تدريب باستخدام المحاكاة:
التدريب ينحصر في المجالات التي تتسم بالخطورة مثل تدريب الطيارين وتدريب الأطباء من خلال أدوات تحاكي التجربة الحقيقة وذلك يجعله ليس من أنواع التدريب الشائعة. - التدريب العملي المباشر:
هذا التدريب يعتمد على التفاعل العملي والمباشر بين الموظف الذي يحتاج إلى تدريب والمدرب الذي يساعد هذا الموظف للتغلب على نقاط ضعف معينة. وليس مجموعة من الموظفين معاً لذا لا يصلح هذا التدريب للتطبيق على قطاع كبير من الموظفين.
يتطلب برنامج التدريب وقت وجهد المنظمة والاستثمار فيه بمالها. لذلك من الضروري توخي الحذر عند بدء تطوير برنامج تدريبي. ووضع خطة تدريب الموظفين ؛لانها يعتبر كالبوصلة التي توجه الشركة أثناء تنفيذ عملية التدريب. فإذا تم إعدادها بطريقة صحيحة وبشكل جيد ستكون نتائجها إيجابية للجميع.
ولكن ليس من السهل إنشاء خطة تدريبية ناجحة ولأن تدريب الموظفين يتطلب إمكانيات وخبرات قد لا تتوفر داخل المؤسسة. تلجأ بعض المؤسسات إلى الاستعانة بشركات أخرى متخصصة في مجال تدريب الموظفين لتقدم لها برامج تدريبية ومسارات تعليمية محترفة مخصصة للموظفين.
مراحل إنشاء خطة تدريب للموظفين
خطة التدريب تتكون من عدة مراحل وهي كالتالي :
اولاً: تحديد أهداف البرنامج التدريبي
لإنشاء خطة تدريبية للموظفين لابد من وضع الأهداف التي تريد أن تحققها من خلال هذا التدريب. ولابد أن تكون قابلة للقياس لأن ذلك يفيد في التحقق من وصول التدريب لأهدافه. وتحديد المشاكل في حالة الفشل والعمل على حلّها.
وفي هذه المرحلة لابد ان تتأكد ان الادارة العليا والأقسام الفردية متفقون على أهداف التطوير والتدريب. ولابد أن تحدد حجم الميزانية المخصصة للتدريب، و ايضاً تحتاج ان تقارن خطتك الجديدة بالإنجازات السابقة لكي تستطيع ان تحدد الفجوات في المهارات ثم اتخاذ إجراءات لمعالجتها.
ثانيا: تقييم الاحتياجات التدريبية للموظفين
هذه العملية في غاية الأهمية لأنه من خلالها يتم التعرُّف على احتياجات الموظفين وتحديدها بشكل تفصيلي ودقيق. وفي هذه المرحلة لابد من ترتيب هذه الاحتياجات التدريبية وفقاً لأولويات الشركة.
تقييم الاحتياجات التدريبية يتضمن بعض الصعوبات. منها مشكلات تقدير العامل الزمني والتكلفة. والصعوبات المتعلقة بالمفاهيم والسمات والخصائص التي تنفرد بها كل مؤسسة وتحديد نقاط ضعف وقوة ومهارات كل موظف بشكل دقيق. لذا من المهم إدراك هذه الصعوبات في مرحلة مبكرة في تقييم الاحتياجات التدريبية و بشكلٍ صحيح للوصول إلى الحلول المناسبة والاكثر فعالية.
هناك العديد من الأدوات التي يمكن أن تساعد الشركات في مرحلة التقييم. ومن اقل الأدوات تكلفة واسهلها وهي التقييمات الموجودة عبر الانترنت والمخصصة لقياس وتقييم وتحليل احتياجات كل من المؤسسة والموظفين. ومعرفة نقاط القوة والضعف لكلاهما .
يتم تقديم هذه التقييمات من قبل منصات متخصصة في مجال التقييم والتطوير مثل منصة Upskillable.
و هي منصة عربية تقدم خدمات استشارية وعدد من التقييمات منها تقييم المهارات القيادية، و قياسات نفسية ، والقدرات الفطرية/الذهنية ، وتقييم القدرة التنظيمية وغيرها من التقييمات.
منصة تقدم خدماتها على مستوى المملكة العربية السعودية و على نطاق عربي وخليجي. وتقدم خدماتها بشكل متكامل بحيث يكون على مراحل بدايةً بالتقييم ثم التحليل والمتابعة واخيراً المساعدة على التطوير. من الممكن أن تساعدك تقييمات Upskillable وغيرها من المنصات في هذه المرحلة والمراحل المقبلة من خطة التدريب.
ثالثًا : تحليل احتياجات تدريب الموظفين
تحليل الاحتياجات التدريبية هو جمع المعلومات اللازمة لمعرفة المستوى الفعلي قدرات الموظفين وإمكانياتهم الحالية ولمعرفة ايضا المستوى الذي ترغب المؤسسة ان تصل اليه.
وذلك يكون بمعرفة إجابات الأسئلة التالية:
-أي أنماط التدريب يناسب الموظفين؟
-من الموظفين المستهدفين في الخطة التدريبية؟
-كيف سيتم وضع جدول زمني يسمح بإنجاز التدريب في أسرع وقت دون أن يؤثر على عمل الموظفين أو حياتهم الشخصية؟
-كيف يتم قياس نتائج التدريب وتحليلها؟
لذلك لابد من تحليل قدرات ومهارات الموظفين على عدة مستويات ويتطلب ذلك مقارنتها مع متطلبات كل وظيفة. ثم التأكد من قدرتهم على تنفيذ الأعمال التي يتم تكليفهم بها. وفقاً لتطلعات الشركة ورؤيتها وأهدافها المستقبلية لتتمكن المؤسسة من سد الفجوة بين المستوى الحالي والأداء المرغوب .
الاحتياجات عند تحليلها ستكون كالتالي :
1- احتياجات تدريبية على المستوى المؤسسة: تتناول الضعف أو القصور في عمل المؤسسة. بهدف تسليط الضوء على هذا القصور والتخلص منه بالتطوير والتدريب على طرق عمل أفضل.
2- احتياجات تدريبية على المستوى الوظيفي: هي المهارات والمعارف والاتجاهات الضرورية لإنجاز المهام المختلفة في المؤسسة.
3- احتياجات تدريبية على المستوى الفردي: وهذا يكون في حالة افتقار بعض للخبرات والمهارات دون غيرهم.
رابعًا : وضع الجدول الزمني لخطة التدريب
من المهم مراعاة التنظيم وادارة الوقت. لذا قبل أن يبدأ برنامج التدريب يجب أن تكون هناك خطة واضحة عن موعد انطلاق البرنامج التدريبي والدورات التدريبية المتضمنة وموعد انتهاء التدريب، على أن يُسمح بالوقت الكافي للتدريب والتعلم. ويجب أن تكون جميع هذه الشروط واضحة للإدارة والموظفين.
لذا اختيار شكل من أشكال التدريب المرنة مثل التدريب الإلكتروني. سيكون له بالتأكيد تأثير إيجابي على العامل الزمني وقدرة الموظف على إكمال التدريب من أي مكان وفي أي وقت.
خامسًا : قياس وتحليل نتائج التدريب
لا يصح أن ننتظر إلى أن يبدأ التدريب ثم نبحث عن طرق لقياس وتحليل نتائج التدريب. بل يجب اتخاذ القرار مسبقاً. النتائج والمؤشرات الأولية نوعان و يجب أن ننتبه لكل منهما ونعمل على قياسهما وتحليلهما كنتائج لعملية التدريب.
إن طريقة تفاعل الموظفين مع التدريب واستفادتهم منه يختلف لنوع التدريب المختار. فعلى سبيل المثال، التدريبات الإلكترونية تملك خصائص تسمح للقائمين على إدارتها بالحصول على تقارير مُفصلة عن نتائج الموظفين ومستوى ومدى استيعابهم وتفاعلهم مع الأنشطة التدريبية.
ختامًا
لقد تطرقنا في هذا المقال إلى اهمية الاستثمار في تدريب الموظفين وماهيته واشكاله وانواعه وكيفية التخطيط له بشكل جيد ضمن مراحل معينة والتي يجب على أصحاب العمل أو مسؤولي الموارد البشرية اتباعها أثناء إعداد خطة تدريبية أو الاستعانة بشركة متخصصة في التدريب.
بادر بالاستثمار في تدريب موظفيك وعزز من نجاح شركتك فلذلك عوائد ايجابية كثيرة واستعن بمنصة Upskillable ستكون معك خطوة بخطوة من التقييم حتى التحليل والتطوير بواسطة جملة من الحلول والخدمات الاستشارية والتقييمات التي تقيس شركتك وموظفيك و تلبي كافة متطلباتك.